على الرغم من ارتفاع نسبة الوعي والعلم والثقافة في المجتمعات العربية، والانفتاح على التقنيات الحديثة فإن هناك أناساً مازالوا يؤمنون بهذه الأوهام، وفقا لمعتقدات متوارثة
وتقول كاتبة سعودية: "الشخصيات الموسوسة موجودة في مجتمعاتنا الشرقية، وتشغل هذه التصورات حيزاً كبيراً من تفكيرهم، فيبدأ الخوف والشك بمن حولهم، وفي العديد من المجتمعات العربية لا تشغل الخزعبلات إلا فئة معينة وتحديدا بعض كبار السن، ومن تلك المعتقدات مثلا:
القطة عندما تخربش.. ضيوف سيزورونك لأول مرة"، عندما تمتلئ كأس الشاي يقولون" قلبك مليء عليّ وحاقد" والعلكة عندما تطقطق يقال "حماتك تحبك"، وغيرها من الخرافات, لكن للأسف هناك من يتأثر بها حتى لو كانت مجرد مصادفة".
وتقول احدى السيدات المصريات: " تسود تلك الاعتقادات في الريف، ومنها مثلا: إذا جلس الطفل في الصينية يتوه أو يضيع من أمه، وإذا كانت فردتا الحذاء فوق بعضهما فمعناه سفر بعيد، وسكب القهوة عند الغليان خير".
اما عن نصيب هذه الاعتقادات في سوريا فتقول احدى السيدات :"أنها مجرد اعتقادات، لكنها سائدة في مجتمعنا، فالعيون الزرقاء يخافها الناس لأنها حاسدة ومؤذية، وحبو الطفل الكبير يعني أن هناك زوارا قادمين، وحكة اليد اليمنى تعني سلاما، وحكة اليسرى معناها قبض نقود"
اما في موريتانيا فان هذه المعتقدات رغم غرابتها وعدم واقعيتها منتشرة هناك، فمن الاعتقادات الشائعة مثلا: "عندما يقع منك طعام أو تتعرقل قدماك معنى ذلك أن هناك عزيزا عليك يتذكرك، ويتكلم عنك كلاما حسنا" "الحذاء إذا كان مقلوبا يعني أن خلافا سوف ينشب في البيت"، "المقص المفتوح يعني شجارا عنيفا سوف يقع"
"رفرفة العين مؤشر على نزول المطر"، "إذا حككت جسمك بشدة فإن شخصا سوف يموت من العائلة"، "طنين الأذن فيعني أن أحدا يتكلم عليك بسوء".
ويؤكد اخصائيي جراحة العيون أن لرفرفة رمش العين تفسيرا علميا ناتجا عن ضعف في عضلة مولر الموجودة في جسم العين، حيث تستجيب لأي مثيرات للجهاز العصبي، فتثير الجهاز، وتستجيب تلك العضلة، وقد تكون قوية أو ضعيفة، فتحصل هزة لجسم العين وتسبب ضعف البصر
ومع ذلك تؤكد احدى السيدات أنه كلما رفت عينها اليمنى رأت إنسانا عزيزا عليها، وكلما حكت يدها اليمنى قبضت نقودا، واليسرى تصرفها، وتقول "عندما يكنس الولد الصغير البيت فمعناه شر، وعندما تقع "اللقمة" من اليد فإن ذلك يعني أن أحدا ما جائع، وحين تزغرد الطفلة فإن ذلك يدل على فأل خير".
وفي هذا السياق تقول سيدة اخرى: "كلما حكت خالتي إصبع قدمها الصغير يموت عزيز في العائلة، وأنا عندما أحك أنفي آكل ذبيحة، ومص الشفاه معناه سلام من بعيد، والفراشة عندما تحوم في البيت فإنها تعني أن هناك عريس لاحدى العزباوات، والطفل عندما يسجد فيعني ذلك أن أمه حامل بولد، والعطس عند الطبخ يعني أن أحدا يأكل من أكلك، وقشر الثوم عندما ينتشر في البيت معناه أن نكدا سوف يحدث في البيت، ورمي الحجر وكسر الجرة وراء ضيف ثقيل دلالة على عدم الرغبة في عودته، ولبس الملابس مقلوبة معناه أن زوجك سيتزوج عليك".
ويحلل أستاذة علم النفس قائلين: "هذه المعتقدات الغريبة عادات متوارثة تندرج تحت بند الحدس والإيحاء، ناهيك عن أنها خزعبلات قديمة وتدخل في باب التشاؤم، ولا يجب أخذها بعين الاعتبار".
ويتفق مع هذه الاراء أساتذة الشريعة الإسلامية ويقولون " هذه المعتقدات الغريبة لا أساس لها من الدين والمنطق، وهي عادات قديمة ونوع من التطير والتشاؤم، والتحرر من هذه المعتقدات ممكن بالعلاج بالتوكل على الله والايمان الحقيقي به."