سب الدهر
قال الله تعالى في الحديث القدسي :
( يؤذني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر. بيدي الأمر أقلّب الليل والنهار )
وقال ( لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر )
ويالمصيبتنا .. كم مرة بالله سببنا الدهر ؟؟
ونعتناه بأسوأ الأوصاف
زمن غدار .. زمن خايب .. ساعة سوداء .. يوم اسود
وغيرها الكثييير الكثييير من الألفاظ التي لاتحضرني الآن
يقول لنا الله جل علاه .. يؤذيني ابن آدم
ابن آدم المخلوق الضعيف يتجرأ ويؤذي خالقنا ومدبر كوننا
ألفاظ قد نقولها دون ان نلقي لها بال وهي والله علينا وبال
وما أكثر ما نسمع هذه الألفاظ التي نسب فيها الدهر الزمن واليوم والساعة
بحياتنا وكلامنا بالتلفاز والقصائد والأشعار والمواضيع وبكل مكان
لم اكتب الموضوع إلا لشدة حزني على ابن آدم
وقهري كيف اننا مازلنا نسب الدهر وكأننا لانزال بالعصور الجاهلية
ان كنت لا تعلم بالحكم من قبل
فها أنا اليوم أبلغكم .. وابريء ذمتي أمام الله
اقتباس
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
عن هذه العبارات : هذا زمان أقشر أو الزمن غدار أو يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه ؟
الجواب هذه العبارات التي ذُكرت في السؤال تقع على وجهين :
الوجه الأول : أن تكون سبًّا وقدحًّا في الزّمن فهذا حرام ولا يجوز
لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل
فمن سبّه فقد سبّ الله ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي :
( يؤذني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر .. بيدي الأمر أقلّب الليل والنهار )
الوجه الثاني : أن يقولها على سبيل الإخبار فهذا لا بأس به
ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام [ وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ] هود : 77
أي شديد وكل الناس يقولون : هذا يوم شديد
وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور .. وليس فيه شيء
وأما قول : هذا الزمن غدار فهذا سبّ لأن الغدر صفة ذمّ ولا يجوز
وقول : يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه
إذا قصد يا خيبتي أنا فهذا لا بأس فيه وليس سبًّا للدهر
وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز
صدق رسول الله ( وهل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )
هداني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه