يحكى أنه في الخيال الذي يترجمه الواقع بكل حوادثه
رجل تزوج من امرأة .. وأنجبوا أربع فتيات
ومرت الأيام والشهور والسنين
وكبرت تلك الفتيات
وصار سنهن سن الزواج
بدأ الخطاب بقرع الباب .. وطلب القرب من ذلك الرجل
وذلك الرجل يأبى ويرفض .. خطأ
الصحيح أن الخطاب هم من يرفضون مصاهرته !!
لماذا ؟
أليس هم من تقدموا لمصاهرته فلماذا الرفض بعدها ؟؟
سأعلمكم بالخبر !
الرجل المذكور أبو الفتيات يريد بيع بناته وليس يفكر في سترهن
فهو كالنخاس في سوق النخاسة يبيع الجواري
فمن يدفع أكثر تكون من نصيبه تلك الجارية !
مرت الأيام والشهور والسنين
كبرت الفتيات .. وصار شبح العنوسة يقترب بوجهه القبيح المخيف
أنتهن من دراستهن العليا
بحثن عن عمل .. وجدن الوظائف .. عملن في تلك الوظائف
وهذه السنون تمر سريعة
والأب لا زال في مزايدات مع كل من يتقدم لخطبت بناته
طالت المدة
والفتيات يردن الزواج .. وهذه سنة الحياة
المغيرات تحيط بهن .. ورفيقات السوء حولهن
والطبيعة الإنسانية تأبى أن تبقى على هذه الحال
فلا بد من اتصال بين الذكر والأنثى لاستمرار الحياة
وفي ذلك اليوم .. قررن القرار الشجاع
وهو الذهاب إلى القاضي .. للشكوى على أبيهم
ذهبن إلى القاضي .. قدموا الشكوى
لم يصدم القاضي فتحت يديه مئات الشكاوى من هذا النوع
طلب القاضي الأب .. تمت مناصحته
لم يستجيب لهم !!
وتمت مناصحته أخرى
لكنه لم يستجيب أبداً .. فالجاهلية لا زالت تعشش في أحشائه
مرت الأيام .. والقضية لا زالت في يدي القاضي كباقي القضايا التي في يديه من سنوات
ومثل هؤلاء الآباء في تكاثر
ومثل تلك الفتيات في تكاثر
ومثل هؤلاء الخطاب الحيارى في تكاثر
والحال إلى الأسوأ
إلى لا نهاية فالقصة ترفض أن تعلن النهاية !
قال المبعوث رحمه للعالمين رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ؛ فأنكحوه ؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض ، وفساد كبير ،
قالوا يا رسول الله ! .. وإن كان فيه ؟! .. قال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه - ثلاث مرات )
الراوي : أبو حاتم المزني
خلاصة الدرجة : حسن
المحدث : الألباني
المصدر : التعليقات الرضية
الصفحة أو الرقم : 143/2