<BLOCKQUOTE dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 5px; BORDER-LEFT: #000000 2px solid; MARGIN-RIGHT: 0px">
بسم الله الرحمن الرحيم
<BLOCKQUOTE dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 5px; BORDER-LEFT: #000000 2px solid; MARGIN-RIGHT: 0px">
<BLOCKQUOTE dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 5px; BORDER-LEFT: #000000 2px solid; MARGIN-RIGHT: 0px">
<BLOCKQUOTE dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 5px; BORDER-LEFT: #000000 2px solid; MARGIN-RIGHT: 0px">
<BLOCKQUOTE dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 0px; BORDER-LEFT: #000000 2px solid">
الحَمدُ للهِ العَزيز الغفار ، مقدر الأقدار ، مصرفِ الأمورْ على ما يشاءُ ويَخْتار ، أيقظ َمن خلقِهِ من إصطفاهُ فأدخَلهُ فى جُملةِ الأخْيار ، ووفقَ من اختارَهُ من عبيدِهِ فجعلهُ من الأبْرار ، شاءَ لنوُره وبرهانه أن يشْرقا فى هذا المنزل المتواضِع ، ولمَجْدِه وسُلطانِه أن يظهرا فى هذا اليَتيم الوادِعْ ، ولِعلمِه وقرآنِه أن يَِنْزلاعلى هذا الأمِّىِّ الحَيىّ ، لتكون آيته أبْهَر للعُيون ، ودَعْوته أبرَعَ فى العُقول ، وكلمَته أنْوَط بالأفئدة .</BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE dir=rtl style="PADDING-RIGHT: 0px; PADDING-LEFT: 5px; MARGIN-LEFT: 5px; BORDER-LEFT: #000000 2px solid; MARGIN-RIGHT: 0px">
كان محمد بن عبد الله مثل الله الاعلى للإنسان الكامل ، صوره خلقا سويا ليرسم الاخلاق بالمثل ، ويعلم الدين بالخلق ، وينظم الحياة بالقدوة.
أما بعد :
أبدأحيثى معكم بقوله(ص) "ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمَل الايمان"
(خلق يعيش به فى الناس ، وورع يحجزه عن محارم الله ، وحلم يرد به جهل الجاهل).
هذه هى الصفات التى يثاب بها المؤمن. ويكمل بها إيمانه ويعظم بها مقامه ، وتطيب عليها حياته.
فالأولى : خلق حسن يجتذب بها رضا الناس عنه ، فيعرفونه ، ويألفونه ،ويتأثرون به ، إذيرون فيه قدوة حسنة ، وأسوة طيبة.
والثانية : شعور بالورع يمنع صاحبه عن الوقوع فى الشبهات ويردعه عن إنتهاك الحرمات ، ويعصمه من إرتكاب المآثم ، وإقتراف الجرائم.
والثالثة : حلم راسخ رزين يحكم به نفسه. ويضبط به أعصابه ، فلا تثيره حماقة أحمق ، ولاتستفزه سفاهة سفيه ، ولا تهزه رعونة أرعن، أطيش جاهل.
وأريد أن أسأل سؤال هل من السهل ان يحصل كل إنسان على هذه الصفات؟
فأقول لا.
هذه الصفات والأحوال ليست سهلة المنال ، ميسرة لكل راغب وطالب ، وإنما هى نتاتج لعلاج طويل تصح به النفس ، وجهاد موصول تصلح به الأخلاق ، ذلك لأن الفنفس عالم كبير يموج بعضه فى بعض ، وتصطرع فيه نوازع الخير والشر، ثم هى إلى ذلك تحكمها غرائز مختلفة
كحب الذات ، والخوف ، والغضب ، والهرب ، واللهو، والطرب ، والمحاكاة ، والاقتناء والادخار،وهذه النوازع والغرائز إذا لم تقوم بالتربية
الرشيدة والتوجيه السليم انحرفت بصاحبها عن طريق الحق والخير ، وقادته إلى مواطن الشر والضلال:
والنفس من خيرها فى خير عافية
والنفس من شرها فى مرتع وخم
وقد نبه النبى (ص)إلى أن جهاد النفس أكبر وأخطر من جهاد الأعداء ، وقال فى ذلك لأصحابه بعد أن رجعوا من ميدان القتال رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبرثم بين لهم أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس وذلك_ دون شك _عين الصدق والحق ، لأن جهاد النفس مهما تكن شدته وقسوته مؤقت بزمان ، محدد بمكان ، أما جهاد النفس فهو دائم لازم معها لأن شهواتها ونزواتها دائمة معها لازمة لها لا تنفك عنها فى اية مرحلة من مراحل حياتها وإن كان بعضها يختلف عن بعض باختلاف المراحل والأطوار التى يمر بها الانسان كشهوة اللعب فى الطفولة والطمع فى الرجولة والسلطة فى الكهولة فإذا لم يكن الانسان قوى النفس عظيم الخلق منيع الجانب فإنه لا يصبر امام الحداث ولاأمام عوامل الإغراء والإغواء ومن ثم كانت حاجته الى الأخلاق السوية كحاجته إلى تهذيب ميوله ونزعاته الشخصية .... رب آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا يامولانا انك انت التواب الرحيم ونجنا برحمتك من الهم والكرب العظيم ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار .. والسلام عليكم ورحمة الله......
</BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>