صاحبنا على الكرسي تربع
أصبح مسئول
مبارك عليك الكرسي .. أقصد المنصب
إذا دخلت عليه ... قف
وهل تستطيع الدخول عليه ؟
طبعاً لا .. فهو مشغول جداً بالتحدث بالهاتف
مع زوجته عن الطعام !
ومع صاحبه عن السوق !
نتمنى عدم الإزعاج
خرج يوماً من مكتبه وإذا في انتظاره آلاف المراجعين
يعتكفون على الكراسي من ذو أيام
لكي يتفضل سعادته بالنظر في معاملاتهم
صرخ بأعلى صوته : ما هذا ؟
قال السكرتير : هؤلاء مراجعين !
هدأ قليلاً .. وتحدث قائلاً .. مراجعين
طيب وماذا يريدون ؟
السكرتير : يريدون من حضرتك الإطلاع على معاملاتهم وإنهائها
ردد صاحبنا بصوت خافت خير خير سوف أعود بعد قليل
تنبيه : بعد قليل في مصطلح صاحبنا يبدأ من أسبوع إلى شهر فقط !
تمر الأيام
أصبح صاحبنا من أصحاب الكروش
ومن الذين يأخذون فوق الراتب القروش
وكل شيء بحسابه ..
فراتب الدولة لتكرمه بالجلوس على الكرسي
والقروش لتكرمه بالإطلاع والموافقة على المعاملات
جميل جداً .. والأجمل
أن صاحبنا صار يتصدر الصحف بمقالاته وصوره
ففي كل محفل يتواجد
وأمام الكاميرات متواجد
وللخروج بأجمل الصور المعبرة ثابر
فما أن يرى عين الكاميرا
ينظر يمنى ويسرى ..
مثلاً
يجد عامل نظافة يكنس
ينطلق إليه ويسلم عليه ويشد على يديه
فما أن تنتهي العدسات من التقاط اللقطات
فإذا بذلك العامل المسكين يجد تلك الرفسة التي تجعله ينسى
اهو عامل نظافة أم سباك
يمشي أبو كرش متجولاً في المدينة
والعدسات من خلفه تسير
والمسيرة إلى الخلف تسير
وأبو كرش أصبح هو رمز الوطنية في البلاد
والسؤال لماذا لا يتم عزله ؟
سؤال جميل .. وإجابته
صاحبنا أبو كرش صاحب معارف ومن المجتمع الراقي
فأخوه .. وزير
وأبوه صديق ...
وأمه صديقة حرم ...
وأخته تزوجها ابن ...
فلهذا فعله بقانون المحسوبية مباح
فحذر من التعرض له وأتركه في حاله
وأهلاً وسهلاً بك في دائرة أبو الكروش